هندسة الشرق الأوسط أم فوضي غير خلاقة

المؤلف

مدير تحرير جريدة الأهرام

10.21608/siyassa.2025.432386

المستخلص

ما ظهر حتى الآن من ملامح مستقبلية، يكشف أن الشرق الأوسط دخل مرحلة خطيرة، ربما تقترب لاحقا من حالة فوضى غير خلاقة . فقد فجرت الحرب على غزة طوفانا من الأزمات الإقليمية الجديدة، أضيفت إلى أزمات قديمة حادة. وتجاوزت تلك الأزمات الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشملت لبنان وسوريا واليمن والعراق، فضلا عن إيران وتتجدد من حين إلى آخر تهديدات للملاحة البحرية فى خليج عدن وجنوب البحر الأحمر.ما قامت به تل أبيب فى القطاع يتخطى القضاء على حركة حماس أو الانتقام من المقاومة الفلسطينية برمتها ، حيث تبين أن خطة تدمير قطاع غزة كانت متعمدة بهدف إيجاد واقع مرير يجعل المعيشة فيه شبه مستحيلة، بما يفتح المجال أمام تهجير سكانه تحت لافتات إنسانية، وهو ما فعله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عندما قدم اقتراحا لتوطين سكان غزة في كل من مصر والأردن، ووجه برفض عربى كبير . ثم تبنت القمة العربية الطارئة، التي عقدت بالقاهرة فى الرابع من مارس ٢٠٢٥ ، خطة مصرية لا تقتصر على إعادة إعمار غزة أو وقف مشروع التوطين، بل جنحت إلى توفير زخم عام لدعم القضية الفلسطينية ، ووضع ثوابت للتعامل مع الأوضاع الحرجة في غزة عقب وقف الحرب الإسرائيلية تماما. وهى وصفة عربية لليوم التالي، حظيت بدعم عربى وتأييد من المجتمع الدولي الذى تفاعل مع الأمر بما قوّض مقترح ترامب.

الكلمات الرئيسية