واجه النموذج الرأسمالي أزمات نظامية أو هيكلية تدعو إلى التشكيك في قدرته على البقاء، حيث تقف الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، والتدهور البيئى، والتقلبات المالية فى العديد من دول العالم، شاهدة على مدى ضعف ذلك النموذج. من هنا، أصبح تصور عصر ما بعد الرأسمالية أمرًا بالغ الأهمية يسترعى انتباه الأكاديميين والمشرعين والمؤسسات العالمية على حد سواء. لذلك، يهدف هذا الإسهام التحليلي إلى تقديم تصور منهجى يتجاوز «سياج » الحاضر ، عبر سيناريوهات مستقبلية أسست منطلقاتها من تشريح النموذج الرأسمالي القائم، وفحص مراميه ومبادئه وتأثيراته بهدف توفير إطار للتفكير فى كيفية الإجابة عن سؤال مستقبل الرأسمالية.