فاز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2024، مشكلاً نقطة تحول مهمة ليس فقط للولايات المتحدة، إنما أيضًا على المشهد السياسي العالمي. جاء انتصاره في سياق ظهور تيارات شعبوية مشابهة في العديد من الديمقراطيات الغربية والناشئة، حيث وصل سياسيون يعتمدون خطابًا شعبويًا إلى سدة الحكم. عمل ترامب على استقطاب الناخبين المحبطين من النظام السياسي الذي اعتبروه فاسدًا، مستخدمًا شعاره "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" الذي جذب بشكل خاص الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين شعروا بالتهميش جراء العولمة والتغيرات الديموغرافية الأمريكية. روج ترامب لانتصاره بأنه "سيُعيد أمريكا لمواطنيها"، فركز حملته على انتقاد المؤسسات التقليدية كالكونغرس ووسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية، واصفًا إياها بالفساد. قدم نفسه كشخص من خارج النخبة والمؤسسة السياسية، مقدمًا رؤية جديدة للحكم وصنع السياسات. نجح ترامب في بناء تحالف واسع من الناخبين الساخطين عبر الخطوط الحزبية.