اندلعت الأحداث في الشرق الأوسط في 7 أكتوبر 2023، بعد عملية "طوفان الأقصى"، مما أدى إلى تحولات جذرية وغير متوقعة في المنطقة وفي أواخر عام 2024، استغلت قوات المعارضة السورية تراجع نفوذ إيران وأذرعها في سوريا، وبدأت هجومًا مسلحًا في 27 نوفمبر، انتهى بسقوط حكم بشار الأسد في دمشق في 7 ديسمبر ،هذا السقوط المفاجئ أدى إلى إعلان إسرائيل عن انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، واحتلال قمة جبل الشيخ في الجولان المحتل، والاستيلاء على مناطق عازلة كانت تحت سيطرة الأمم المتحدة، مما زاد من التوترات الإقليمية. في غزة، استمرت إسرائيل في عملياتها العسكرية عقب عملية "طوفان الأقصى" واستولت على مستوطنات لفترة مؤقتة، بينما تكبدت غزة خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية ورغم الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة، إلا أن تعنت طرفي النزاع حال دون تحقيق ذلك، حيث سعت إسرائيل لتعزيز موقفها الداخلي عبر هجوم كبير ضد حماس. التصعيد لم يقتصر على غزة وسوريا، بل شمل لبنان واليمن والعراق ، فقد قام حزب الله اللبناني، بدعم من إيران، بشن هجمات صاروخية ضد شمال إسرائيل، ما أدى إلى رد عسكري إسرائيلي عنيف شمل اغتيال قادة حزب الله وتدمير جنوب لبنان و في اليمن والعراق، شنت الميليشيات التابعة لإيران هجمات ضد أهداف إسرائيلية، ما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة. وسط هذه التطورات، تزايدت المخاوف بشأن مستقبل الدولة السورية كوحدة جغرافية متكاملة، وإمكانية تحولها إلى دولة ديمقراطية بعيدة عن الطائفية والتدخلات الخارجية ،كما نجد تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى تسوية تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل "طوفان الأقصى"، في ظل الانحياز والدعم المطلق الذي تتلقاه إسرائيل من الولايات المتحدة.
هذه الأحداث المتسارعة وضعت الشرق الأوسط في مفترق طرق، مما يستدعي وجود موقف عربي موحد لمواجهة التحديات المتزايدة وضمان استقرار الدول الوطنية في مواجهة التغيرات الجيوسياسية المرتقبة، حيث أن الفشل في مواجهة هذه التحديات قد يؤدي إلى فقدان السيادة وإعادة تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة.